نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدرين لبنانيين القول إن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا خلال الأيام العشرة الأخيرة مزودين بأسلحة لشن هجوم كبير.
فكيف تحاول الأطراف المتصارعة استغلال الغارات الجوية الروسية في السيطرة على الأرض؟ وما الانعكاسات التي قد تؤدي إليها هذه التحركات محليا وإقليميا؟
فبعد الغارات الجوية الروسية جاء الحديث عن نشر قوات إيرانية في سوريا، كي يتحمل ملف الحرب السورية مزيدا من خلط الأوراق ونقل الصراع نحو مرحلة أخرى من التأزيم.
حلقة 2/10/2015 من برنامج "ما وراء الخبر" تناولت ما أوردته وكالة رويترز عن إرسال مئات الجنود الإيرانيين إلى سوريا لشن هجوم كبير وانعكاساته على الأزمة السورية والمنطقة.
نفي وتأكيد
ويشير الباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية حسين رويوران، إلى أنه ليس هناك مصدر إيراني أكد هذه المعلومات، مضيفا أن مساعداتإيران لسوريا كانت تقتصر على المعدات والتجهيزات، معتبرا أن إرسال قوات إيرانية إلى سوريا لا يتعدى إطار التكهنات.
من جانبه، أوضح الكاتب والباحث مصطفى فحص أن روسيا كانت تتحدث عن تثبيت حدود سوريا المفيدة، ومن هنا فإن الغارات الجوية الروسية أصبحت بحاجة إلى قوات برية لتأمين المواقع التي يتم تطهيرها بالضربات الجوية لتعزيز الموقف الروسي، مما يرجح دخول قوات إيرانية للقيام بهذه المهمة.
لكن فحص يذهب إلى استنتاجات أخرى مفادها أن إيران لديها مخاوف من تعاظم دور الروس في سوريا ومزاحمتها في الكعكة السورية، وبالتالي أقدمت على الدفع بقوات برية إلى سوريا.
وأعرب عن اعتقاده أن موسكو بدورها تخشى من عبور الغاز الإيراني عبر سوريا إلى المتوسط، مما سيشكل خطرا على الاقتصاد الروسي المتهالك.
في المقابل لفت الخبير العسكري والإستراتيجي أسعد الزعبي أن الجنود الإيرانيين بدؤوا يتوافدون على سوريا منذ ثلاث سنوات.
وقال إن مفاوضات إيران مع المعارضة السورية المسلحة في الفوعة والزبداني دليل على تواجد قوات إيرانية في سوريا، مضيفا أن طهران تحاول التمسك بالحدود الدنيا من الكعكة السورية.
مزاحمة روسيا
وحول حقيقة التنافس الإيراني الروسي في سوريا، استبعد حسين رويوران أن يكون هناك تململ في موقف إيران من روسيا، نافيا وجود تنافس بين البلدين، مؤكدا أن ما تقوم به موسكو تدعمه طهران.
وأعرب عن اعتقاده بأن مطالبة إيران بتحالف دولي نابع من خشيتها من أن الإرهاب يهدد الأمن الإقليمي.
من جانبه، اتهم الزعبي طهران بالوقوف وراء زعزعة منطقة الشرق الأوسط، متوقعا أن يكون للتدخل الروسي في سوريا تداعيات قد تشعل نار الفتنة الطائفية أكثر في المنطقة.
بدوره أشار مصطفى فحص إلى أن هناك تخوفا لدى إيران من مزاحمة روسيا لها في سوريا، وهي تحاول التواجد حتى ولو دفعت بمزيد من الجنود إليها.
ويعتقد أن التنسيق بين إيران وروسيا وسوريا والعراق يعطي بعدا مذهبيا للحرب، وقد يجر الكثير من الويلات على المنطقة والروس أنفسهم.

ماوراء الخبر
الجزيرة نت