اتفق ضيفا برنامج "الواقع العربي" الذي يعرض على قنات الجزيرة على وجود تراجع فلسطيني وعربي وإسلامي في الاهتمام بالقضية الفلسطينية رغم الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك.
وسلطت حلقة الأربعاء (30/9/2015) من البرنامج الضوء على الذكرى الخامسة عشرة للانتفاضة الفلسطينية الثانية والتي تتزامن هذا العام مع سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك.
ويرى مسؤول ملف القدس في حركة فتح حاتم عبد القادر أن ما يمر به المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات إسرائيلية هذه الأيام، يشبه إلى حد كبير ما تعرض له قبيل الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وأضاف أنها نفس الأجواء ونفس العدوان والمؤامرة على المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن هناك مخططا تشارك فيه كل مكونات الحكم في اسرائيل لفرض وضع جديد في المسجد وبالتالي تقسيمه زمانيا ومكانيا.
غياب الحاضنة الشعبية
ورغم تأكيده على وجود هبة شعبية في القدس لا تقتصر على المرابطين في الأقصى، فإن عبد القادر أعرب عن أسفه لعدم وجود حاضنة فلسطينية سياسية لهذه الهبة أو حاضنة عربية وإسلامية كما كان عليه الحال عام 2000.
وأوضح أن هناك محاولات واضحة من السلطة الفلسطينية لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى نقاط التماس، وذلك في إطار الاتفاق والتنسيق الأمني مع إسرائيل، متسائلا: ما الذي يمنع الفلسطينيين من وقف العمل باتفاقية أوسلو ووقف التنسيق الأمني طالما أن إسرائيل تنتهك كل المحرمات؟
واستبعد المسؤول في حركة فتح إمكانية خوض انتفاضة ناجحة في ظل وجود السلطة الفلسطينية "لأن هناك تضاربا في المصالح، والانتفاضة يجب أن تكون حرة ومفتوحة على كل الخيارات".
وقال إن على السلطة الفلسطينية و(حماس) أن تسمحا بقدر معقول من التعبير عن الغضب في غزة والضفة الغربية مما يحدث في القدس.
كما دعا عبد القادر العالمين العربي والإسلامي إلى التظاهر عقب صلاة الجمعة المقبل تعبيرا عن التضامن مع المسجد الأقصى ودعم المرابطين فيه، وقال "نعد العرب والمسلمين بالصمود، لكننا لا نستطيع أن نعد بالنصر دون دعم عربي وإسلامي لقضية القدس والأقصى".

الوضع العربي
من جهته، برر وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني الأسبق ناصر الدين الشاعر عدم وجود تضامن عربي وإسلامي كاف مع قضية الأقصى، بأنه لا يوجد انسجام واتفاق فلسطيني داخلي. كما أن الوضع العربي المضطرب ينعكس بشكل سلبي على الوضع الفلسطيني.
وأوضح الشاعر أن العالم اليوم أصبح مشغولا أكثر باللاجئين والمشردين نتيجة الأزمات والحروب التي تشهدها المنطقة، ولم يعد منظر المقاومة بالحجارة في القدس والأقصى يسترعي الانتباه والاهتمام.
ودلل على أن القضية الفلسطينية تراجعت كذلك على مستوى اهتمام الدول الكبرى، بأن الرئيس الأميركي لم يأت على ذكر فلسطين والقضية الفلسطينية في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا.
وأضاف الشاعر أنه حتى القادة العرب والمسلمون لم يعودوا يجرؤون على التحدث عن القضية الفلسطينية بنفس الزخم الذي كان عليه الأمر في الانتفاضة الثانية.
وأكد الوزير الفلسطيني الأسبق على أهمية وجود عمل فلسطيني مشترك والاتفاق على كلمة واحدة، وطمأن العرب والمسلمين على الأقصى قائلا إن "الصمود الفلسطيني أمر حتمي ولا خيار سواه.. لكن الانتصار أمر آخر".