السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




جزى الله أخواتنا مصممات هذه البطاقات خير الجزاء.
عن معـاذ بن أنـس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه
من غيـر حــول منـي ولا قــوة غـفر لـه مـا تقـدم من ذنبـه "
رواه أبو داود \ حسنه الألبانـي في صحيح أبي دواود - رقم : 4023
الذكر المشروع عند لبس الثوب الجديد أو القديم
السؤال: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو عند لبس الثياب ،
فهل يدعو الشخص عند كل قطعة يلبسها أم يكفيه الدعاء مرة واحدة للملبوس كافة ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا : الأحاديث الواردة في الذكر المستحب عند لبس الثوب على نوعين :
النوع الأول : أحاديث تخصص الذكر المستحب عند لبس الثوب الجديد :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال :
( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَجَدَّ ثَوْبًا سَمَّاهُ بِاسْمِهِ ، إِمَّا قَمِيصًا
أَوْ عِمَامَةً ، ثُمَّ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ
مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ) رواه أبو داود (رقم/4023)
وصححه ابن القيم في "زاد المعاد" (2/345)، والألباني في " صحيح أبي داود ".
النوع الثاني : أحاديث مطلقة ، لم تقيد استحباب الذكر عند لبس الثوب " الجديد "
فقط ، بل عند لبس أي ثوب :
عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ
مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ) رواه أبو داود (رقم/4023)،
صححه ابن حجر في " الخصال المكفرة " (74) والألباني في صحيح أبي داود
دون لفظة : ( وما تأخر ). وقد بوب البيهقي على الحديث في " شعب الإيمان "
(8 / 307) بقوله : " فصل فيما يقول إذا لبس ثوبا " انتهى.
هكذا مطلقا من غير تقييد بالجديد .
هذا وفي بعض الكتب التي تنقل الحديث إضافة قيد ( ثوبا جديدا )
والغالب أنها زيادة ليست من أصل هذا الحديث ، فقد تم الرجوع إلى
أكثر الكتب الأصلية التي أخرجته فلم يُذكر فيها هذا القيد.
ثانيــا :
وبناء على هذا التنوع في الأحاديث فرق العلماء بين هذين الذكرين ، فجعلوا
الذكر الأول :( اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ كَسَوْتَنِيهِ ، أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِهِ وَخَيْرِ
مَا صُنِعَ لَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا صُنِعَ لَهُ ) عند لبس الثوب الجديد .
وجعلوا الذكر الثاني : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا الثَّوْبَ وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ
حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ ) عند لبس أي ثوب ، سواء كان قديما أم جديدا .
هذا ظاهر صنيع الإمام النووي رحمه الله في " الأذكار " (ص/20-21).
وصرح بذلك في موطن آخر ، فقال رحمه الله :
" السنة ...أن يقول إذا لبس ثوبا ...الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه
من غير حول مني ولا قوة . وإذا لبس جديدا قال : اللهم أنت كسوتنيه ،
أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له " انتهى.
" المجموع " (4/647).
وبه أخذت بعض كتب الأذكار المعاصرة اليوم ، ككتاب " حصن المسلم ".
وإن كان ظاهر صنيع بعض أهل العلم أن استحباب هذه الأذكار إنما يكون
عند لبس الثياب الجديدة فقط .
ينظر: " سنن الدارمي" (2/378) ، ونحوه في " الوابل الصيب " (226) ،
حيث قال :"فصل في الذكر الذي يقوله أو يقال له إذا لبس ثوبا جديدا
" وأيضا " كشاف القناع" (1/288).
وأما السؤال عن تكرار هذا الذكر مع تعدد قطع الملابس التي يلبسها ،
فالأمر واسع إن شاء الله ، وإن كان الأظهر ـ فيما يبدو لنا ـ
أنه يقال مرة واحدة للملابس كلها .
والله أعلم .
تعليق