29 ديسمبر، 2010، الساعة 01:37 صباحاً

أخطاء البوليساريو
( ... ) البوليساريو فقد أخطئوا بحمل السلاحِ ضدَّ إخوانهم وأشقائهم من أهل المغرب وموريتانيا، وكان من الأَوْلى أن يجلسوا مع إخوانهم مجلس الشرفاء المجاهدين الذين يسعون إلى خير البلد بعد رحيل الأعداء عنها، لكنهم نظروا إلى الأمور نظرة مصلحِيَّة بحتة، خاصة أن التوجُّهَ الماركسي الذي ينتهجونه لا ينظر إلا إلى المادة والمصلحة فقط.
أخطاء الجزائر
والجزائر كذلك أخطأت بدخولها في الصراع إلى جانب البوليساريو، إضافةً إلى استقبال جمهوريتهم الوهميَّة في داخل أرض تندوف المغربية الأصل الجزائرية السيطرة، وليس خافيًا أن الجزائر لم تدخل في هذا الصراع نصرةً للمظلومين أو دفاعًا عن الحقوق؛ إنما دخلت لتُضعف المغرب، وذلك لتحقق توازنًا سياسيًّا في المنطقة. كما أن الجزائر كانت تنتمي إلى المعسكر الروسي، والمغرب تنتمي إلى المعسكر الأمريكي، وحتى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي وانتهاء ما كان يُعرف بالحرب الباردة، فإنّ هذه الحرب الباردة - وأحيانًا الساخنة - ما زالت مستمرة في عقر دارنا !
والجميع أخطأ بإدخال العناصر الاستعمارية التي كانت السبب الأصلي للمشكلة في حلبة الصراع، فالكل الآن يُدلي برأيه، ويتقدم بمشروعه، ويعرض وساطته، وهذه في الحقيقة وقاحة من الدول الغربية، وحماقة من الدول العربية، والضحية هم المغاربة والصحراويون على السواء.
ويزيد الأمر تعقيدًا الإمكانيات الاقتصادية الهائلة للصحراء الغربية، والتي تجعل لعاب الجميع يسيل للسيطرة عليها.. وبدلاً من أن تكون هذه الإمكانيات مصدر سعادة لأهل المغرب وعموم المسلمين، صارت سببًا في شقاء الأشقاء !
الصحراء الغربية أرض مغربية
والآن.. أين الحق في هذه القضية؟!
ومن الذي يملك هذه الأرض؟ ومن الذي ينبغي أن يحكمها؟!
إن الرأي الذي أراه حقًّا في هذه القضية، والذي أتمنى ألاّ يُغضب أحدًا من الأطراف، هو أن الصحراء الغربية أرض مغربية مائة بالمائة، وأنه لا يجوز أصلاً إجراء استفتاء تحديد المصير بين أهلها، ( ... ) ومع أننا نقدِّر الجهد المشرِّف الذي قام به المغاربة الصحراويون في إخراج الأسبان، إلا أن هذا لا يُلغي مغربية الأرض، وهو أمر غير مقبول عقلاً ولا عُرفًا، وإلاّ أصبح الطريق مفتوحًا لكل مدينة قاومت الاستعمار أن تطالب باستقلالها عن الكيان الأم، وغدًا نسمع عن دولة الرباط ودولة الدار البيضاء ودولة فاس، وهكذا!! وهذه الفكرة الخبيثة صدَّرتها لنا الأممُ المتحدة لتساهم بشكل كبير في تفتيت العالم الإسلامي ( ... )
إنَّ أهل الصحراء الغربية يبلغون من العدد 373 ألفا في سنة 2005م، فهل يكفي هذا العدد لإقامة دولة قوية، بجيش عظيم يحمي كلَّ هذه الثروات، أم أننا سنفاجأ بعد أيام قليلة بقدوم الأسطول الإسباني أو الفرنسي أو الأمريكي للسيطرة على الأمور بأي حُجَّة، ولو كانت البحث عن أسلحة الدمار الشامل؟!
أليس من الأولى والأحكم أن يعود هذا الجزء إلى الكيان، وأن يتوحَّد المتفرِّقون، وأن يُصبح الجميع مغاربة دون النظر إلى اعتبارات الجغرافيا والعرق والنسب؟!
<font color="#141823"><span style="font-family: Helvetica Neue"><em>
تعليق