السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخواني واخواتي , إسمعوا قصتها بقلوبكم و كونوا معها بضمائركم
كتبت أم صفوان
حكايتي قصة طفلي الصغير الذي طالما ملأ أرجاء البيت بضحكاته و صراخه أيضا ، طفلي الذي كان كالحمامة البيضاء ، طفلي الذي طالما غمرني بقلاته الحانية ، طفلي الذي كنت البارحة أحمله بين يدي و اليوم أصبحت بدونه ، طفلي الذي كنت أستيقظ الليل لأجل إرضاعه أو تغيير الحفاظات له ، طفلي الذي كان بمجرد أن يتحرك في مكانه أشعر به رغم أني أكون نائمة ، لكني كثيرا ما استيقظت هذه الليلة في مواعيد استيقاظه المعتادة ، لأجد مكانه فارغا
طفلي و لغاية أمس كان ينعم بصحة جيدة ، لم يكن يشكو من أعراض مرض أبدا ، أصابه إسهال مفاجئ لكن حاد ، أخذته إلى طبيبة الأطفال ، فكانت الصدمة القوية التي لم أحسب لها حساب و لا وضعت لها حيزا في عقلي ، ابنك في خطر إن لم يتم إسعافه في خلال نصف ساعة سيموت ، هذه مدة نصف ساعة و ليست 24 ساعة ، الموقف صعب جدا ، أخذته أنا و أبيه على وجه السرعة لأقرب مستشفى خاص ، و هو المركز الاستشفائي الخاص للاطفال الموجود بالحي الحسني ، و حتى نصل في الوقت المناسب أوقفنا المارة ، خالفنا قوانين السير ، أوقفنا السيارات رغم أحقية المرور كانت في تلك اللحظة ، لكن الكل كان يتفهم بمجرد الاشارة ، و أخيرا أوصلنا ابني إلى جناح الأطفال ، لكن الصدمة كانت أقوى ، حضرت الطبيبة أخبرتنا بأن طفلي حبيبي اجتف من الماء و لابد من اسعافه بأقصى سرعة ، لكن قالت كلمتها و ذهبت دون أن تقوم بواجبها ، أخبرونا أنه علينا دفع 3000 درهم ، لم نناقش الثمن ، لأن حياة ابننا أغلى ، لكن فقط أخبرناهم أن يسعفوا طفلنا الحبيب و المال سيأتي في تلك اللحظة ، لأننا فعلا اتصلنل بمن يحضر المال لنا ، فزوجي و لا أنا لم نكن نظن أن الحالة حرجة لدرجة أن نحمل هذا القدر من المال ، لكن أصحاب القلوب المتحجرة أبوا أن لا يمسوا ابني إلا بعد إحضار المال ، استجديناهم ، بكيت بحرقة و أنا أرى ابني المسكين يزيلة الالة الخصة بالاكسجين من على وجهه لأن ضايقته ، كنت في تلك اللحظة أناديه ولدي صفوان ـ فيتلفت المسكين إلي و يبكي و يشير إلي بيديه لأحمله بين ذراعي ، استنجدتهم ، قلت لهم ان ابني يجتف أكثر ، فما كان جوابهم البارد إلا أن قالوا : إن مثل هذه الحالات كثيرة و يتم إنقاذها ، انتظري أن يصل المال و تدفعوا اللازم ، أخيرا وصل المال بعد 45 دقيقة من الانتظار ، وقت كافي جدا ليتم إنقاذ ولدي فيه ، ولدي كان يحتاج لقنينة سيروم فقط ، كان يحتاج ل 10 دقائق و يتم انقاذه ، لكن كان الوقت الذي بين يدينا 45 دقيقة ، نعم 45 دقيقة من الانتظار القاتل ، حضر المال و أخذه عبدة المال ، و بدأت الاجراءات لادخال حبيبي إلى اإنعاش ، لكن فات الأوان ، فات الأوان ، فات الأوان ، بمجرد أن أدخلوه رأيتهم يركضون هنا و هناك ، علمت أن ابني ضاع مني ، ذلك الركض كان الأحرى أن يكون في تلك الخمسة و أربعون دقيقة ، كان يجب أن يكون بمجرد وصولنا إلى المستشفى .................................................. .................................................. .................................................. ......................................و هكذا بعدما دخلت بابني بين ذراعي يتحسس وجهي بيديه الصغيرتين خرجت بيدين فارغتين و الأسى و الحزن يكاد يقتلني .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................................وداعا ولدي الحبيب
وداعا يا صفوان ، أنت ضحية الاهمال
أنت ضحية الظلم في هذه البلاد
أنت ضحية القلوب المتحجرة
أنت ضحية الوحوش الضارية
أنت ضحية الحكومة المغربية
أنت ضحية وزير الصحة
وداعا ولد حبيبي ، لنا لقاء عند رب السموات و الارض ، إن كانوا هم تجبروا و طغوا فالله هو الجبار الذي سيأذ منهم حقنا
تعليق